أتينا طائعين وسوف نمضي ... كما نأتي ومرجعنا إليه



وشيخٌ طاعنٌ في السن يـمشي ... ولحيته تلامس ركبتيهِ

فقلت له : علام أنت حانٍ ! ... أجاب وقد أشار بإصبعيه :

"شبابي في الثرى قد ضاع مني ... وها أنا أنحني بحثاًً عليهِ"


وأطرق رأسه حزناً ويأسا ... وأجهش بالبُكا شوقاً إليه

فقلت له: تجلّد ،قال: دعني ... وأمسك بالعصا في راحتيهِ

وقال: " إلى النهاية نحن نمضي ... ويرمقنا الفناء بناظريه

نمر بذي الحياة كماء نهرٍ ... وصرف الدهر قاطب حاجبيه

لِمَ نجني ونبنيها قصوراً؟ ... ومصيدة المنايا في يديه

حياة المرء آمال تراءى ... وأوهام تقيِّد معصميهِ

أتينا طائعين وسوف نمضي ... كما نأتي ومرجعنا إليه

 

تابع رياض الجنة على فيسبوك

المشاركات الأخيرة