قصة وعبرة في جزاء الصبر على الظلم

مر عامر بن بهدلة برجل من الصالحين الذين صلبهم الحجاج، فقال عامر -بينه وبين نفسه - :« يارب .. إن حلمك على الظالمين قد أضر بالمظلومين ».
ولما عاد عامر ونام تلك الليلة ، رأى في منامه أن القيامة قامت ، وكأنه قد دخل الجنة ، و رأى ذلك المصلوب في أعلى عليين، وإذ بمنادي ينادي .. :
 « حلمي على الظالمين أحل المظلومين في أعلى عليين ».
 قاله الزمخشري في ربيع الأزهار .. وأصدق من ذلك قول الله تعالى : {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}[ القصص 5 ] .
 وقوله تعالى : {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}[محمد 4 ] . (1)
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يُقادَ للشاة الجلحاءِ من الشاة القرناء ».
وروى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلِتْه » قال: ثم قرأ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102].
الحكمة :-
أيها المظلوم صبرا 
 قد سئمت العيش قهرا
قد جرعت المر مرا 
 لن يدوم الظلم دهرا 
لن تعيش الذل عمرا
 إن بعد العسر يسرا
إن بعد العسر يسرا .
................................................................
(1) (تفسير روح البيان) 
 

تابع رياض الجنة على فيسبوك

المشاركات الأخيرة