معنى حديث (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع (((فيسبق عليه الكتاب))) فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع ((فيسبق عليه الكتاب)) فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )

ما معنى؟؟؟؟
(إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع (((فيسبق عليه الكتاب))) فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع ((فيسبق عليه الكتاب)) فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )
**************
هذه الرواية لا بد لكي نفهمها من تتبع باقي الروايات لهذا الحديث ومعرفة سبب وروده
فلا يشك المسلم أن من عاش على شيء مات عليه وأن الله سبحانه وتعالى حاشاه أن يكون هناك عبد من عباده استقام ظاهرا وباطنا وداوم على طاعة الله طوال حياته ثم يختم الله له بخاتمة سيئة ويدخله النار فمن ظن ذلك أو فهم ذلك فقد أساء الظن بخالقه سبحانه وتعالى .

يقول الله تعالى : {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 4 - 10].

فلا يوجد العكس ولله الحمد والمنة.
أما عن الحديث فسببه كما في صحيح مسلم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون، فاقتتلوا، فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان ‍، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إنه من أهل النار»، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدا، قال: فخرج معه، كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: «وما ذاك؟» قال: الرجل الذي ذكرت آنفا: «أنه من أهل النار»، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه حتى جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة».

فهذا الرجل كان قد خرج معهم حمية وليس لتكون كلمة الله هي العليا ، ولذلك ورد في الحديث (فيما يبدو للناس) فباطنه كان مخالفا لظاهره ، والله هو الأعلم بالسرائر والمطلع عليها.

فنسأل الله أن يطهر ظواهرنا وبواطننا وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها.

 

تابع رياض الجنة على فيسبوك

المشاركات الأخيرة