حكم الموالاة بين المسلمين والكفار

اعلم يرحمك الله أن معاداة اعداء الله من المشركين  والكفارهي من أهم الواجبات على كل مسلم ومسلمة واعلم أنه لا يجوز للمسلم أن يوالي المشركين أو يحبهم . فكل من أطاع الله ورسوله ووحد الله جل وعلا يلزمه أن يعادي الكفار ويبغضهم في الله ، ولا يجوز له موالاتهم ومحبتهم لقوله تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُّؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }  : أي لا تجد يا محمد قوما أهل إيمان صادق يوادون من حاد الله ورسوله . وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَّتَوَلَّهُم مِّنـْكـُمْ فَإِنَّـهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } . وقال عز وجل : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَى تُؤْمِنُواْ بِاللهِ وَحْدَهُ } . فلا بد من البغضاء والعداوة لأعداء الله ، ومودة المؤمنين ومحبتهم . هكذا المؤمن يحب أولياء الله ، ويتعاون معهم على الخير ، ويكره أعداء الله ويبغضهم ويعاديهم في الله ـ وإن دعاهم إلى الله ، وإن أقرهم في بلاده وأخذ منهم الجزية كوليّ الأمر ؛ لأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ الجزية من اليهود والنصارى والمجوس ـ . وأخذ الجزية منهم فيه عون للمسلمين ، لا محبة لهم . فإن أبوا الإسلام والجزية قوتلوا مع القدرة . وهذا خاص بأهل الكتاب والمجوس . أما بقية الكفار فلا تقبل منهم الجزية ، بل يقاتلون حتى يدخلوا في الإسلام كالوثنيين والشيوعيين وغيرهم من أصناف الكفرة مع القدرة على ذلك ؛ لقول الله سبحانه : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله } ، وقوله سبحانه : { انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنَّ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } ، وقوله سبحانه : { فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . والآيات في هذا المعنى كثيرة . ومراده سبحانه مع القدرة على ذلك ؛ لقوله عز وجل : { لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } ، وقوله سبحانه : { فَاتَّـقُواْ اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } الآية . ولأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقاتل المشركين حتى قوي على ذلك . ثم قال تعالى في آخر الآية : { أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } ؛ أي قواهم بقوة منه .


- سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز (رحمه الله ) - من شرح كتاب الأصول الثلاثة 
 

تابع رياض الجنة على فيسبوك

المشاركات الأخيرة